مسالك الجنان لشيخ أحمد بمبا

المؤلف هو :
هو أحمد بن محمد بن حبيب الله بن محمد الخير بن حبيب الله بن محمد الكبير بن سعيد بن عثمان نزيل السنغال وهو حسني يتصل نصبه إلى القطب الكبير الشيخ عبد القادر الجيلاني وهو المشهور في السنغال بالشيخ أحمد بمب والملقب أيضا بخادم الرسول .
ثانيا : مولده ومحل ظهوره : قد ظهر في عام 1270 هجرية الموافق 1852م في مدينة امباك باوول التي أسسها جده محمد الخير المعروف بمحرم في عام 1789 م وهي قرية سنغالية .
وأمه السيدة مريم الشهيرة بجارة الله بص , وكانت تقية صالحة , وقد توفي الشيخ في عام 1927م بمدينة جربل (السنغال)
ثالثا : نشأته وتعلمه : حفظ القرآن الكريم مبكرا على يد والده وأخذ عنه التجويد وعلم القراءات السبع , ثم برع في علوم القرءان والحديث والفقه بمذاهبه الأربعة وأصوله والتصوف السني والبلاغة والمنطق والعلوم العربية.
مؤلفاته: فلقد ألف توا ليف كثيرة في عدة فنون : وفي الفقه المالكي ألف منظومته الشهيرة تزود الصغار الذي يقول فيه :
يا أيها الصبيان لا تشتغلوا عن الهدى وبالعلوم اشتغلوا
فاشتغلوا بالحفـظ والتلاوة واجتـنبوا مجالـس الشقاوة
ولازموا من لا يزال عابدا لـربـه إلى هـداه قـائـدا.
فأرجوزته في الفقه المالكي أيضا {الجوهر النفيس} نظم فيه نثر العلامة الشيخ عبد الرحمان الأخضري .
ثم في فن التوحيد : ورقات الإمام السنوسي فسماه مواهب القدوس . كما ألف في التصوف توا ليف عدة منها: مغالق النيران و كتابهمسالك الجنان الذي لخص فيه( إحياء علوم الدين) لأبي حامد الغزالي كما التقط فيه من (الحكم) لابن عطاء الله الإسكندري و( خاتمة التصوف) لمحمد اليدالي الديماني الموريتاني و(جنة المريد) للشيخ سيد المختار الكنتي نزيل تمبوكوتو كما نقل عن الإمام الشعراني والشيخ زروق والشيخ أبي طالب المكي في المنظومة . ثم ألف أيضا في التصوف كتابا سماه إلهام الودود في جواب المريد محمود و كتاب [فتح المنان] في جواب عبد الرحمان . كما ألف في التربية الإسلامية نفسا وخلقا وسلوكا فسماه نهج قضاء الحاج . أما ما ألفه في التوسلات والمدائح النبوية والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فقد بلغ أطنانا , إذ كان بحرا في جميع الفنون النقلية والعقلية , ونظم نحو مائة قصيدة توجد في إيفان.IFAN



لنسـمع مـا قالـه في الـشكر على الله لشدة تبحره في الفنون:

 

مـد لي التــوحيد والفقه معا تصوف ما لي الكريم جمعا


 

النـحو و العــروض والبيان لي سـلـبـت ولي بـها عـيان


 

وصل لي المنطق والمعاني مع الأصـول طارد المـعاني


 

ورّثتني فـقـه الإمـام مـالك عليه رضـوان الإله المـالك


 

قد قدت لي منـك منى لطيفه ورّثـتـني فـقـه أبي حنـيـفـة


 

ورثتني فقه الإمام الشافعي منـك وجـدت لي بالمــنافـع


 

يا خـير قـائد حمـيـد حـمـدا ورثـتـني فـقـه الإمـام أحمدا






خامسا : تأسيسه الطريقة المريدية: ففي عام 1893 م حدث تغيير كبير في الحياة الصوفية للشيخ أحمد بمب فبعد أن استعمل جميع أوراد شيوخ عصره ولم يرو ذلك غليله جدد التوبة وأقبل إلى الله بقلب منيب وتفرد برسول الله شيخا مرشدا فقال :
 

أبايع اليوم الرسول المصطفى بـخـدمـة و أسـأل الله الـوفـاء


 

أحـق جمـلة الـورى بخـد مـتـي بالنظم والنـثر رسـول الـرحمة


 

زهدني طلوع الشمـس في نظر إلى النجـوم في السـماء و القمر


 

ظهر لي أن اعـتصامـا بالكتاب وبحديث المصطفى هو الصواب


 

ظـللت عـابدا خديـما لـلرسـول من عام أيسـش إلى عام الرحيل


وبعد أن أعلن الشيخ هذا التصريح أقبل الناس يتوافدون إليه وهم يشكلون أصنافا مختلفة من الملوك والعلماء والأولياء وعامة الشعب, فربى الجميع على عبادة الله وتوحيده واتباع سنة نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم .